ايهما اهم الاسره ام العمل ؟
الأسرة هي نواة المجتمع وفلذة كبده وبالاهتمام بالأسر وغرس المبادئ الإسلامية ونشر الأخلاق الفاضلة يتشكل لدينا المجتمع الصالح فإن صلحت الأسرة صلح سائر المجتمع وإن فسدت أثرت على غيرها وفسد سائر المجتمع.
وفي القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة نصوص كثيرة تحث على الاهتمام بالأسرة منها قوله تعالى: «وبالوالدين احسانا»، وقال تعالى «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»، وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «إِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَـيْكَ حَقًّا»، وقال عليه الصلاة والسلام «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ»، و«كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن أهله»… الخ.. وجميعها أحاديث نبوية شريفة وآيات كريمة تشير إلى أهمية الاسرة بالحفاظ عليها وزيادة تماسكها وتلاحمها وصلة الأرحام فيما بينهم.
مع نمط الحياة السريع، ومتطلبات العصر الكثيرة، والرغبة في توفير الحياة الرغيدة كتوفير المسكن الملائم والسيارة الفارهة وتسجيل الابناء في المدارس الخاصة ورحلة الشتاء والصيف نجد كلا الزوجين يتهافتان على توفير الحياة المثالية لابنائهما بالعمل كلاهما أو أحدهما كالأب باعتباره المسؤول والراعي الأول عن توفير لقمة العيش لأسرته.
وقد يستمر وجود الأب في العمل لساعات اضافية طويلة ويحمل مشاكل العمل والتفكير فيه وفي الحلول الى المنزل فهل يؤثر ذلك على الزوج نفسه وعلى أسرته وواجباته الأسرية أم أن انضباطه وتأخيره في العمل سيان؟
لاشك أن للعمل فوائد جمة على صعيد الفرد والمجتمع فالعمل وسيلة للتقرب إلى الله باحتساب الأجر فيه، قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) وكلما تضاعفت النيه تعاظم الأجر. وقال رسولنا الحبيب: (إن الله يحُب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). كما أن العمل يعتبر مصدرا رئيسيا للدخل، ويساعد الفرد على تنمية مهاراته وقدراته، والتطبيق العملي لما تعلمه فترة دراسته الجامعيه. كما ويساعد على الاختلاط بالناس والمجتمع وزيادة العلاقات الاجتماعية.. اضف على ذلك، يعمل على تقليل نسبة البطالة ومعدلات الجرائم، ويعمل على زيادة مظاهر التعاون والتكافل في المجتمع، ويساعد على استقطاب مشاريع وأرباح جديدة للدولة.
على الصعيد الآخر، أثبتت الدراسات في لندن أن الإفراط في العمل سيؤدي حتماً إلى أشد درجات الإجهاد، لاسيما الإجهاد الناتج عن مواصلة العمل حتى في المنزل، خارج الأوقات الرسمية للوظيفة، وبذل جهد إضافي في التفكير حول مشاكل العمل خارج المؤسسة.
والافراط في الانتاج جعل العمل يدخل إلى البيوت، ليستحوذ على أوقات الراحة والترفيه والهوايات والعائلة والبيت والأولاد والاصدقاء وغيرها، إنه عصر أناني بامتياز لأنه جعل العمل يحتل المرتبه الأولى من اهتمامات الشخص، حتى يدخل به رويداً في دوامة انشغال لا يستطيع الفكاك منها، إلا بقرار تنظيم أوقاته بإنصاف.
وحتى لا يخسر المرء الأمرين (عمله وأسرته)، هذه بعض الحلول المقترحة للتوفيق بينهما: أولاً تنظيم الوقت بين العمل والأسرة مطلوب والموازنة بينهما وأنت في المقام الأول لك حق عليك قال عليه الصلاة والسلام «إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا….». ثانياً: وقانون التعويضات لابدَّ منه فكلما ينشغل الموظف بعمله أكثر يحاول أن يعوضّ أسرته يوماً آخر عن هذا الغياب. ثالثاً: أن يكون حاضرًا بفكره لا جسده فقط في المنزل ويشبع حاجاتهم النفسية قبل المادية. رابعاً: السفر مع الأسرة إن أمكن كل ما سنحت لك الفرصة عزيزي الموظف سيكون خياراً جيداً. خامساً: الحوار الزوجي والتفاهم مطلوبان، كما أن الصمت الذكي مطلوب لا الصمت طوال الوقت فحذاري منه قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة. سادساً: أخي.. اختي الموظفة قد تكون اعباؤك الوظيفية كثيرة لكن حاول قدر المستطاع عدم نقلها الى المنزل، واجعل وقتك لك ولأسرتك.
سابعاً: حافظ على هواياتك وتنزه مع اصدقائك وصل أرحامك يبارك لك الله في وقتك وعملك. أخيرًا وليس آخرًا: اقترب الى الله أكثر، فصدقة في السر تطفئ غضب الرب، وقراءة القرآن بركة في وقتك وأسرتك وحياتك كلها.
وفي الختام ليست هذه دعوة لعدم الاخلاص في العمل، وليست حجة للمقصرين في العمل -الاتكاليين- فهؤلاء سيجزيهم رب العباد على أعمالهم، وسيحاسبهم على الأوقات المهدورة وعلى ظلمهم، فالجدية مطلوبة في العمل؛ فهي جزء من الضمير الحي ومن أهداف نجاح العمل، فالإنسان الجدي في عمله شخص على قدر كبير من الأخلاق، والمسوؤليه، والرقي.
وهذه مسألة متعارف عليها اجتماعياً ودينياً، كما أن الجدية في العمل من مميزات المجتمعات المتحضرة التي تؤمن بقيمة العمل في تقدم الدول، غير أن الإفراط فيه وجعله محوراً للحياة، كالإفراط في كل شيء يحمل مضاراً كثيرة، قال تعالى (وجعلناكم أمة وسطا) لا إفراط ولاتفريط «وخير الأمور أوسطها» فاستعن بالله، ووازن بين الأمرين حفظك الله لتنعم بحياة سعيدة لك ولمن حولك.
سجل الان : almunfared.com/cv/
ارقام التواصل:-
– 01033057141
– 01220087162
– 01033057140
– 01212420235
لا تعليق